عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(ثمّ إنّ مسمّى الصلاة6 له قسمة اخرى، فإنّه تعالى أمرنا أن نصلّی له، و اخبرنا أنّه یصلّی علینا) بقوله7: هُوَ اَلَّذِی یُصَلِّی عَلَیْکُمْ وَ مَلاٰئِکَتُهُ لِیُخْرِجَکُمْ مِنَ اَلظُّلُمٰاتِ إِلَى اَلنُّورِ وَ کٰانَ بِالْمُؤْمِنِینَ رَحِیماً8.
قوله: (انّ مسمّى الصلاة له قسمة أخرى) لیس انّه معنى واحد ینقسم إلى معنیین، کما أنّ معنى الکلمة ینقسم إلى اسم و فعل و حرف، و هو فی کلّ منها موجود، بل معناه أنّ الصلاة لها مسمّى و هو الأفعال المخصوصة، و لها مسمّى آخر و هو التجلّی و الایجاد و الرحمة، کما قیل: إنّ الصلاة من اللّه الرحمة، فصدق أنّ مسمّى الصلاة منقسم، أی: 
متعدّد.
(فالصلاة9 منّا و منه).
و لمّا کان المصلّی لغة یطلق على الفرس التابع للمجلّى، و هو الفرس السابق فی حلبة السباق، قال:
کان الاعراض بالوجه أشدّ کراهة، قال (بوجهه) و لم یقل: بعینه.
(و الانسان1 یعلم حاله فی نفسه، هل هو بهذه المثابة فی هذه العبادة الخاصة، أم لا؟ فإنّ اَلْإِنْسٰانُ عَلىٰ نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ * وَ لَوْ أَلْقىٰ مَعٰاذِیرَهُ‌2، فهو3 یعرف کذبه من صدقه فی نفسه4، لأنّ الشیء5 لا یجهل حاله، فإنّ حاله له ذوقی) أی: 
وجدانی.
________________________________________
(6) . فالمراد بمسمّى الصلاة ما یسمى صلاة، فالمعنى المشترک بین الأقسام هو هذا المفهوم کما یقال مسمّى العین، أی ما سمّى بهذا الاسم إمّا ذهب أو عین جاریة أو ذات قائمة بنفسها أو غیر ذلک، و هکذا کلّ مشترک لفظى یصحّ انقسامه بهذا التأویل (جامی).
(7) . أی أخبر بقوله.
(8) . الأحزاب (33):43.
(9) . أی فالصلاة منقسمة بالصلاة منّا و بالصلاة منه (جامی).
جلد: 2، صفحه: 1379
و لمّا کان المصلّی لغة یطلق على الفرس التابع للمجلّى، و هو الفرس السابق فی حلبة السباق، قال:
(فإذا کان هو المصلّی فأنّما یصلّی باسمه) (الآخر)1 و2.
أی، فإذا کان الحقّ هو المصلّی - أی المتجلّی لنا بصور استعداداتنا - فأنّما یصلّی و یتجلّى لنا باسمه «الآخر»، لأنّ الآخریّة مستفادة منه.
(فیتأخّر3) الحقّ (عن وجود العبد4 و هو5 عین الحقّ الذی یخلقه العبد فی قبلته بنظره الفکری6 أو بتقلیده7، و هو إله المعتقد).
و فی بعض النسخ: (و هو الإله المعتقد)، الأوّل بکسر القاف، و الثانی بفتحها، و لا شکّ أنّ الاعتقاد تابع لوجود المعتقد، فیتأخّر عن وجوده.
(و یتنوّع8 بحسب ما قام بذلک المحلّ من الاستعداد، کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة باللّه و العارف، فقال: «لون الماء لون انائه»9، و هو10 جواب سادّ11 أخبر عن الأمر بما هو علیه).
أی، تتنوّع الاعتقادات بحسب الاستعدادات القائمة بمحالّها و أعیانها، لأنّ الحق المطلق لا تعیّن له و لا تقیّد أصلا، بل لا اسم له و لا نعت و لا صفة من هذه الحیثیّة12، و کلّ‌ 
________________________________________
(1) . فإنّ المصلّى هو الفرس التابع عن المجلّى، و هو السابق فی حّلّبة السباق (جامی).
(2) . الذی هو من أسمائه الکلّیة التی تحقّقت بها الهویّة الإطلاقیّة (ص).
(3) . عند ما یکون مسمّى ذلک الاسم ضرورة؛ لأنّه إضافة و نسبة، و ما ثمّ غیر الحقّ (ص).
(4) . و العبد المتأخّر هو عین الحقّ (ص).
(5) . أی الحقّ المتأخّر (جامی).
(6) . إن کان ذا رأى و فکر (جامی).
(7) . أو بتقلید لغیره إن لم یکن ذا رأى و فکر (جامی).
(8) . الإله المعتقد (جامی).
(9) . راجع الفتوحات المکیّة ج 2 ص 316، ط بیروت.
(10) . أی ما قاله الجنید (جامی).
(11) . أی سدید صائب مستقیم (جامی).
(12) . الإطلاقیّة.
جلد: 2، صفحه: 1380
ما ینسب و یضاف إلیه فهو عینه1، کما قال أمیر المؤمنین علیه السّلام: «کمال الاخلاص نفی الصفات عنه2»، و عند التجلّی یتجلّى بحسب استعداد المتجلّى له على صورة عقیدته، کما یدلّ علیه حدیث التحوّل یوم القیامة، لذلک أجاب الجنید رض حین سئل عن المعرفة باللّه و العارف بقوله: «لون الماء لون انائه»، أی: تجلّى الحقّ بصورة المعرفة أنّما هو بحسب استعداد المتجلّى له، و هو جواب محکم3 مطابق لما فی نفس الأمر، فإنّ الماء لا لون له و یتلوّن بألوان ظروفه، فکذلک الحقّ لا تعیّن له یحصره و یتعیّن على حسب من یتجلّى له.

________________________________________

(1) . أی ما ینسب عین الشخص و کماله، و هذا ما قال علیه السّلام: «کلّ ما میّز تموه بأوها مکم فهو مخلوق مثلکم مردود إلیکم، و لعلّ النمل الصغار تظّن أنّ للّه زبانیتین».
(2) . نهج البلاغة، خ 1.
(3) . هذا معنى قوله: «جواب سادّ».